هو سيدنا الإمام العلامة الداعي إلى الله بقوله وفعله قطب الإرشاد الحبيب عبد الله بن علوي بن محمد الحداد الحسيني الشافعي. ولد رضي الله عنه بالسبير من ضواحي مدينة تريم بحضرموت ليلة الخميس 5 صفر سنة 1044 ه وتربى في تريم وقد كف بصره وهو صغير فعوضه الله عنه بنور البصيرة وجد واجتهد في طلب العلوم النافعة وعكف على علماء عصره في مقدمة مشايخه سيدنا الحبيب عمر بن عبد الرحمن العطاس وسيدنا الحبيب العلامة عقيل بن عبد الرحمن السقاف والحبيب العلامة عبد الرحمن بن الشيخ عيديد وسيدنا الحبيب العلامة سهل بن أحمد با حسن الحديلي با علوي ومن مشايخه أيضا الإمام العلامة عالم مكة المكرمة السيد محمد بن علوي السقاف.
ثم نصبه الله للدعوة والإرشاد داعيا إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة فأقبل عليه الناس وانتشر صيته في البلدان وانتفع به القاصي والداني فنفع الله به الكثير وأرشد الجم الغفير وانتشرت دعوته في كل مكان وانتفع الناس بوعظه وكتبه وأخذ عنه الجم الغفير فمن كبار تلامذته ابنه سيدنا الحبيب حسن بن عبد الله الحداد وسيدنا الحبيب أحمد بن زين الحبشي وسيدنا الحبيب عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه والحبيبين محمد وعمر أبناء زين بن سميط وسيدنا الحبيب عمر بن عبد الرحمن البار وسيدنا الحبيب علي بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف وسيدنا الحبيب محمد بن عمر بن طه الصافي السقاف وغيرهم العدد الكثير.
وله مؤلفات كثيرة جمعت النصائح والمواعظ والحكم وانتشرت انتشار كبيرا وكتب لها القبول والمحبة ونفع الله بها الناس. وقد ترجمت بعض مؤلفاته إلى لغات أجنبية في العصر الحاضر مثل الإنجليزية والفرنسية.
من مؤلفاته:
النصائح الدينية والوصايا الإيمانية
رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة للراغبين من المؤمنين في سلوك طريق الآخرة
اتحاف السائل بجواب المسائل
الدعوة التامة والتذكرة العامة
الفصول العلمية والأصول الحكمية
رسالة آداب سلوك المريد
سبيل الإذكار بما يمر بالإنسان وينقضي له من الأعمار
الدر المنظوم الجامع للحكم والعلوم (ديوان)
وغيرها من الوصايا والرسائل وأكثر مؤلفاته مطبوعة وأقبل عليها الناس إقبالا شديدا وأعجب بها العلماء والعارفون وجعلوها بمنزلة الغذاء وقالوا عنها إنها جمعت الخلاصة والزبدة من لكلام الإمام حجة الإسلام الغزالي ولا يستغني عنها كل مسلم فهي وجيزة وجامعة ..
وكان رضي الله عنه قد سافر إلى الحرمين الشريفين وأدى النسكين وزار جده سيد الكونين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وذلك في عام 1079 هجرية واجتمعوا بعلماء الحرمين الشريفين الذين اغتبطوا به وعرفوا قدره وأثنوا عليه. ولم يزل يدعوا الناس إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة حتى وفاته إلى رحمة الله تعالى فتوفي ليلة الثلاثاء 7 ذو القعدة عام 1132 هجرية ودفن بمقبرة زنبل بتريم رحمه الله رحمة واسعة رضي الله عنه ونفعنا به وبعلومه في الدارين آمين.