علماء أزهريون يرفضون فتوى تحريم "الفيس بوك"
محيط ـ بدرية طه حسين
اثارت الفتوى التي صدرت عن لجنة الفتوى في الأزهر بتحريم الدخول إلى ''الفيس بوك'' واعتبرت زائريه آثمين شرعاً الجدل بين علماء الأزهر، فأنقسم العلماء بين معارض للفتوى وبين مؤيد لها .
فقال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجلس البحوث الإسلامية، وعميد كلية أصول الدين الأسبق، إن الفيس بوك شأنه شأن أي شي في الحياة حلاله حلال وحرامه حرام ، فمن يستخدمه في اكتساب المعلومات واجراء الحورات والاستفادة في منه في كل سبل الحياة فلا حرمانية عليه في شي .
وأضاف أن الأمر بيختلف باستخدام الالة، كالسكين فمن يستخدمها في غرض مشروع فهي حلال ومن يستخدمها في غير ذلك فهي حرام .
و قال الدكتور عبد الفتاح أدريس أستاذ الفقه المقارن لشبكة الإعلام العربية " محيط"، أن ما أسفرت عنه معطيات التكنولوجيا الحديثة من تقدم في شتى مجالات الحياة له جانبات جانب خير وجانب شر، ويدخل في ذلك التلفاز والكمبيوتر والسيارة وغير ذلك من وسائل اسفر عنها التقدم العلمي في زمننا هذا .
وأضاف إدريس أن موقع "الفيس بوك" واحد من هذه الجوانب التي اسفر عنها التقدم العلمي في مجال التواصل عبر شبكة الأنترنت وهذا الجانب له أثر كبير في الإعلام والرأي العام بإعتباره يتيح أمام قطاع كبير من الناس حرية التواصل والوقوف على الاراء في القضايا الحيوية ، وعلى الجانب له مساوىء من قبيل العبث وتضييع الوقت ولهذا فأنه لايأثم من يستخدمه في مجال النفع لأنه حيث تكون المصلحة المشروعة فثم شرع الله.
د عبد الفتاح ادريس
وأوضح أنه من يقول بحرمة الدخول عليه من باب سد الذريعة والفساد فأن هذا قد يفضي بنا إلى تحريم شرب الماء لأنه يسبب الامراض إذا لم يعرف مصدره ، لذا فعلى من يتصدى للفتوى ملما بالتحقيق فيه لأن الحكم على الشي فرع عن تصوره ومن لايتصور
حقيقة "الفيس بوك" لايستطيع أن يجزم بحكم استعماله ، والشرف في الفتوى على هذا النحو " ضلال وإضلال"
وعلى الجانب الآخر امتنع الدكتور محمد رافت عثمان في أبداء رأيه منعا لحدوث أي بلبلة أو فتنة بين الناس .
ورأى الدكتور عمرو البسطويسي من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية ان ما تقوله دار الإفتاء المصرية جدير بالاحترام ولا مجال لاأي أعتراض من جانب أي شخص لما يصدر من قبل دار الافتاء
وكانت لجنة الفتوى بالأزهر أصدرت فتوى شرعية تحرم الدخول على موقع "فيس بوك"، وجاء إصدار الفتوى، استجابة لتوصية لـ "المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" بعدم الدخول على هذا الموقع، وذلك في أعقاب دراسة أجراها وكشفت أن حالة من كل خمس حالات طلاق في مصر تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت من خلال الموقع، فضلا على أن هذا الموقع سهل للعديد من الأشخاص خيانة الآخر بحيث يمكن للزوج أو الزوجة اللذين يشعران بالملل العثور بسهولة على حبهما الأول وعلاقتهما القديمة وهو ما ينذر بحدوث أخطار تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة.
ويرى خبراء شئون الطلاق أن ارتفاع شعبية مثل هذه المواقع يشجع العديد من الأشخاص على خيانة شريك الحياة حيث يمكن للأزواج أو الزوجات الذين يشعرون بالملل، العثور بسهولة من خلال هذه المواقع على حبهم الأول وعلاقاتهم القديمة وربما إعادة شعلة الحب الماضي.
وأكدوا أن الوازع الديني وبشكل خاص عند المرأة، يلعب دورا كبيرا في عملية الوقاية من الانحراف، لهذا جاءت تلك المواقع سواء الـ "فيس بوك" أو غيرها من مواقع الإباحة لكي تكون الباب الذي ترى المرأة المنحرفة فيه أنه المنقذ لها من حياة الملل لهذا لابد من إعادة النظر في الحياة الزوجية خاصة بعد التزايد الرهيب في حالات الطلاق وارتفاع المعدلات بشكل مخيف على الأسرة العربية والمسلمة التي تتعرض للخطر جراء تلك المواقع وذلك بعودة الدفء بين الأزواج والزوجات.