الأقصى
في خطر !!
عند ما ينشغل عالمنا العربي والإسلامي بقضاياه الداخلية ويتجه
إلى حل مشكلاته المتفاقمة هنا وهناك يجد الكيان الصهيوني الغاصب للأرض
الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية وحدة وقد تحولت عنه أنظار العالم العربي
الذي يعيش بين أزمات سياسية وفتن طائفية وحروب زرع بذورها أعداء الأمة
وانعكست بسلبياتها المريرة على الواقع العربي الذي يتأرجح بين المشاكل
التي تعصف به من الداخل كما يحدث في أرض العراق من اقتتال بين الأخوة وما
يعيشه لبنان من أزمة سياسية حادة وما جرى في الصومال من حرب مدمرة والخلاف
الذي يبحث عن حل بعد أن وصلت الأمور بين حركتي حماس وفتح إلى إشهار السلاح
في وجه الأخوة بدل أن توجه إلى صدور المغتصبين اليهود . وفي ظل هذا المشهد
المأساوي الذي تعيشه أمتنا الإسلامية وواقعنا العربي المليء بالصراعات
المؤسفة أقدمت إسرائيل الثلاثاء الماضي في عملية استفزازية لمشاعر أكثر من
مليار مسلم على جريمة لم تعد هي الأولى ولا الأخيرة في سلسلة مخططاتها
التخريبية والاستيطانية على تدمير أجزاء مهمة من معالم المسجد الأقصى
الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين والتي بدأتها عند باب المغاربة الذي
يعد أحد الأبواب الرئيسية التاريخية للمسجد الأقصى وحيث يستهدف من وراء
هذا التخريب طمس المعالم والهوية الإسلامية في اتجاه خطير إلى تهويد القدس
الشريف وضخ عدد كبير من اليهود إليها وبناء أكثر من خمسة عشرة مستوطنة في
نطاقها والعمل على إجبار الفلسطينيين العرب الساكنين فيها علي بيع منازلهم
القديمة من المسجد الأقصى ومصادرة أكثر من 35% من مساحة القدس لبناء
المستوطنات فيها سعيا نحو تحقيق الحلم اليهودي بتهويد القدس وأن يصبح عدد
سكان اليهود بهذه المدينة ما نسبته 88% وهو ما كشفه مؤخرا اولمرت رئيس
الوزراء الإسرائيلي في حديث متلفز أمام مرأى ومسمع العالم أجمع . وعندما
نسترجع بذاكرتنا قليلا إلى الوراء في ذلك التاريخ القائم لعمليات اليهود
وتخريبهم المستمر للمعالم التاريخية والإسلامية للمسجد الأقصى نجد أن
إسرائيل قد بدأت عملياتها التخريبية تلك منذ أن احتلت إسرائيل مدينة القدس
عام 1967م حيث كانت مساحتها في تلك الفترة من الزمن لا تتجاوز السبعة كيلو
مترات مربعة أما اليوم فقد زادت مساحتها عن 72 كيلو متر مربع . كما أنه في
عام 1969م تعرض المسجد الأقصى لحريق متعمد من قبل المتطرفين اليهود وتوالت
الاعتداءات بهدف هدم جزء منه أو محاولات تدنيسة كما فعل شارون عام 2000م
الذي كان سببا في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية . إسرائيل تقوم
اليوم بهذا العمل التخريبي وهي تعتقد أن ردة الفعل العربي والفلسطيني لن
تكون سببا في إشغال انتفاضة عارمة وهو يعيش في حالة صراع وانقسامات داخلية
خطيرة تعصف به بينما الساحة العربية هي الأخرى تمر بأحداث وتطورات متسارعة
على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه . وأمام هذا المشهد المأساوي والمؤلم
حقا الذي تنفذه إسرائيل ضمن خططها التوسعية بغية زعزعة أركان وأساسات
المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه وإزالته واندثاره ما هو الموقف الذي ينبغي أن
تتخذه الدول العربية والإسلامية لوقف هذا الاعتداء في حق مقدساتنا العربية
والإسلامية ومنع اليهود من التمادي في ارتكاب حماقاتهم وأفعالهم المشينة
بمقدساتنا , أم أننا سنقف في موقف المتفرج والمترقب لما ستئول إليه
الأحداث , إننا نتعشم من أمتنا العربية والإسلامية باتخاذ موقف صارم وأكثر
جرأة وشجاعة مقياسا وحجم الكارثة يجعل من الكيان الصهيوني أن يعيد النظر
في خططه وسياساته بحق مقدساتنا الإسلامية المحتلة .