دراسة كتبها وألقاها كمحاضرة بالانجليزية في المراكز الاوربية والهندية
الشعر العربي ما قبل الإسلام وقصة القصائد المذهّبة
2010/3/17 المكلا اليوم / بقلم: السلطان غالب بن عوض بن صالح القعيطي
ترجمة: محمد سالم قطن
8 ) الأعشى :ـــــ
اسمه الحقيقي ميمون بن قيس، وكلمة الأعشى في العربية تعني " ضعيف النظر" . وقد كلن هو كذلك ، على الرغم من أن البعض قد حاول اقتراح أسباب أخرى لإطلاق هذا الوصف عليه. وهو مثل الحارث وغيره من كبار شعراء الجاهلية ينتمي إلى قبيلة بني بكر. وقد ولد بمنطقة " المنفوحة" باليمامة ومات أيضاً بها عن عمر ناهز الثمانين عاماً ، في حدود عام 6 هجرية أي حوالي عام 627/628 م.
ولم يعرف عنه أنه أعتنق الإسلام. ويختلف الأعشى عن نظرائه من الشعراء، بأنه قد تجول مغنيّا أشعاره . إذ كان شاعرا غنائياً حقيقياً متجولا من منطقة إلى أخرى ، ينشد ويغني مقابل مايحصل عليه من عائد مادي. كما كان متفوقاً في شعر الهجاء. وهو كما بعض أنداده من شعراء ذلك الزمن على اطلاع على أفكار اليهود والنصارى والزرادشتيين وموضوعاتهم. وقد تفوق وأبدع في فن الوصف . ومن معلقته قوله:ــ
ودّع هريرة إنّ الركبَ مرتحلٌ وهل تطيقُ وداعاً أيها الرجلُ
غَرَّاءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها تمشي الهوينا كما يمشي الوَجِي الوحلُ
كأنَّّ مشيتها من بيتِ جارتِها مر السحابِةِ لاريثٌ ولا عجل ُ
تسمعُ للحلي وسواساً إذا انصرفت كما أستعانَ بريحٍ عشرقٍ زجلُ
وقد قيل، بأنّ الأعشى في أخريات أيامه ، وقد بلغه مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم وهجرته إلى المدينة . ارتحل من بلاده لكي يزوره ويفهم منه رسالة الإسلام. إلا أنّ (أبو سفيان) زعيم قريش تلقاه في الطريق وأغراه بالقدوم إلى مكة وأعطاه مائة ناقة مقابل أن يعود إلى اليمامة ويلغي زيارته للمدينة ولرسول الله. فقد خافت قريش أن يدخل الأعشى في دين الإسلام . ويعتقد العالم اللغوي ( الأصفهاني) أنّ الأعشى هو أعلى شعراء المعلقات العظام ، إلا أنه يقر بأنّ رأيه هذا ليس محل إجماع لدى النقاد.