الساحة الحضرمية
nasaemhdrmut.yoo7.com
الساحة الحضرمية
nasaemhdrmut.yoo7.com
الساحة الحضرمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اخبار-شباب-اداب-ثقافة-علوم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
ادرة المنتدى تتقدم ادراة ومشرفي منتديات الحضرمي بكامل التعازي الى المسلمين في كافة انحاء العالم بوفاة المغفور له باذن الله تعالى شيخ الازهر الشريف الشيخ محمدسيد الطنطاوي اثر ازمة قلبية في الممكلة العربية السعودية ...

 

 سلمان العودة: الرقابة السلطوية على الكتب لم تعد مجدية في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السقاف
شخصيات هامه



عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 19/01/2010

سلمان العودة: الرقابة السلطوية على الكتب لم تعد مجدية في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح Empty
مُساهمةموضوع: سلمان العودة: الرقابة السلطوية على الكتب لم تعد مجدية في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح   سلمان العودة: الرقابة السلطوية على الكتب لم تعد مجدية في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح Emptyالأحد مارس 21, 2010 2:03 am

الكاتب: أيمن بريك
الاحد 21 ربيع الأول 1431الموافق 07 مارس 2010

أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن الرقابة السلطوية على الكتب لم تعد مجدية في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح، محذرًا من ثقافة التحذير والمنع والوصاية الشخصية في اختيار الكتب، وداعيًا إلى التربية على الإرشاد والتوجيه.

وقال الشيخ سلمان ـ في حلقة أمس الجمعة من برنامج "الحياة كلمة"، والذي يبث على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "كتاب" ـ: إن فكرة أن تكون الرقابة سلطوية وكأن السياسة هي التي تأذن أو تمنع، من الصعب تحقيقها، خاصة في عصر الانفتاح العالمي، حيث يوجد الانترنت والفضائيات والتي تعد فضاءً مفتوحًا، فضلًا عن وجود الكثير من المكتبات على شبكة الإنترنت، وإمكانية وصول الكتاب مطبوعًا وملوّنًا إلى من يريده في أي مكان في العالم دون أن يمر بأي مطبات رقابية، وهذا قلّص كثيرًا من التعويل على فكرة الحظر والحجر والمنع.

بُعد سياسي

وأضاف فضيلته أن الرقابة على الكتب غالبًا ما تكون ذات بعد سياسي، حيث نجد أن السياسة في العالم هي التي تمارس الرقابة وتمارس السلطة، وعلى سبيل المثال، فإن بلدًا مثل الصين لازالت بلدًا مغلقًا حتى في وجه الإنترنت، والقنوات الفضائية، والكتب، وهذا يعني أن الصينيين لم يعيشوا مثلما تعيش بلاد العالم الأخرى من حيث التبادل المعرفي والثقافي فيما بينها.

وأوضح الدكتور العودة أن فكرة الرقابة موجودة بالفعل، وليست ملغية، لأن هناك ألوانًا مختلفة من الرقابة، منها:

1 ـ رقابة ذاتية: فقد يمارس الإنسان رقابة على نفسه فيما يقرأ لأن وقته ثمين، ولذلك لن يقرأ أي شيء إلا إذا كان مقتنعًا به.

2 ـ رقابة الأسرة: فقد تمارس الأسرة رقابة داخل البيت، وهذا شيء طبيعي أن تنتقي لأبنائها وبناتها وكبارها وصغارها ما يقرؤون؟.

3 ـ رقابة المجتمع: والذي قد يمارس أيضًا قدرًا معتدلًا من الرقابة.

حل وسط

وتعقيبًا على مداخلة تقول: قد نجد في بعض الأحيان وصاية شخصية في قراءة الكتب، بالحظر والمنع، قال الشيخ سلمان: هناك حل وسط، وهو أن يكون هناك نوع من الإرشاد إلى ما يُقرأ، وذلك بدلًا من أن ننشغل دائمًا بالمنطقة المظلمة، ومنطق التحذير الذي يصنع الخوف عند الإنسان، حيث يمكنك أن تنشغل بمنطق الإرشاد.

وأضاف فضيلته أن كثيرًا من الناس يسألوني خاصة مع مجيء معرض الكتاب: "ما هي الكتب التي تنصحنا بشرائها وخاصة من معرض الكتاب؟"، حيث أجد نفسي في حرج، فقد أجيب بكتاب من طرف الذهن، لماذا؟ لأنه لا يوجد هناك توجيه، ولذلك أعتقد أن يصاغ توجيهات وألا تشتغل كثيرًا بقضية احذر وباعد وتجنب وما أشبه ذلك بقدر ما توجّه الناس إلى انتقاء واختيار الكتب التي تنفعهم.

كتاب مرقوم

وفيما يتعلق بلفظ "الكتاب" من حيث الاشتقاق، قال الشيخ سلمان: إن لفظ "الكتاب" مأخوذ من الكتابة، فيقال: كتاب مكتوب، كما أن الله سبحانه وتعالى سمى القرآن الكريم "كتابًا"، كما قال تعالى في أول سورة بعد الفاتحة سورة البقرة (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ)، ففيه اسم الإشارة، وهي إشارة إلى معهود، وفيه وصف القرآن بأنه كتاب (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً)، وعلى ذلك فإن الكتاب هو عبارة عن الشيء المكتوب.

وأضاف فضيلته أنه قد يأتي في القرآن الكريم بألفاظ مشابهة، وعلى سبيل المثال، يقول تعالى في سورة الكهف: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) (الكهف:9)، فالرقيم هو المرقوم ، وهو رديف الكتاب، ولذلك قال الله -سبحانه وتعالى-: (كِتَابٌ مَرْقُومٌ) (المطففين:9) في شأن كتاب أهل الجنة وكتاب أهل النار، فهو كتاب مرقوم: أي مكتوب وأيضًا هو محفوظ، فمن معاني مرقوم أنه محفوظ، مشيرًا إلى أن الكتابة والخط والرّقْم هي إشارة إلى عمق وتاريخية ورسوخ فكرة الكتاب في تاريخ البشرية.. في حاضرها وفي مستقبلها أيضًا.. في دنياها وفي آخرتها.

تراكم تاريخي

وأوضح الدكتور العودة أن الكتاب هو عبارة عن تراكم تاريخي، لافتًا إلى أن مشكلة الكتاب في الماضي كانت الندرة، بينما كلما تقادم الزمن أصبحت مشكلة الكتاب هي الكثرة والكثافة والضخامة في الكتب.

وتابع فضيلته أن الكتب أصبحت الآن متوفرة في شتى أنواع المعارف والعلوم، لافتًا إلى أن هذا قد يصنع لدى الناس قدرًا من الوعي والمعرفة والثقافة، كما أنه قد يصنع لديهم أيضًا قدرًا من الحيرة والتردد: ماذا يأخذ الإنسان؟ وماذا يدع؟.

الكتاب في الأدبيات الإسلامية

وردًّا على سؤال يقول: نحن نعلم مكانة الكتاب في الأدبيات الإسلامية، ولكن هل حمل الكتاب التراث الثقافي العربي العام؟، قال الشيخ سلمان: إن الكتاب مرادف للحضارة في كل بلاد العالم، ومن ذلك الحضارة الإسلامية، والتي على الرغم من كونها نشأت في أمة أمية، إلا أن الكتاب كان أساسًا ومنطلقًا لهذه الحضارة، ولذلك جاء تدوين القرآن الكريم، وتدوين السنة النبوية، وإذْن النبي -صلى الله عليه وسلم- «اكْتُبُوا لأَبِى شَاهٍ».

وأضاف فضيلته: كما كان عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عنده صحيفة تسمى "الصادقة" يكتب فيها ما سمعه من الرسول -عليه الصلاة والسلام- حتى قال أبو هريرة: (مَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ مِنِّى، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ)، وهذا يبيّن فضل المكتوب، مشيرًا إلى أن المسلمين تلقّنوا هذا الدرس بشكل جيد، حيث أدركوا أن الكتاب أصبح ضرورة حضارية وضرورة بنائية.

مكتبات عامرة

وأردف الدكتور العودة: ولذلك فنحن نعرف المكتبات العامرة من الحجاز إلى دمشق إلى بغداد إلى الإسكندرية، كما نعرف المكتبات التاريخية ودار الحكمة، والكتب الهائلة الضخمة، والمخطوطات الإسلامية التي لازالت مكتوبة الآن في مكتبات الشرق والغرب، سواء في هولندا أو ألمانيا أو بريطانيا أو في تركيا ومصر وغيرها.

وتابع فضيلته أن هذه المكتبات تزخر بكم هائل من المخطوطات العربية والإسلامية في كل أنواع العلوم، سواء في المجالات الشرعية، أو البلاغية، أو اللغوية، بل في مجالات العلم الدنيوي، والمعارف الدنيوية، فعلوم المسلمين في الفيزياء والكيمياء والأحياء والفلك والهندسة والطب وغيرها لازالت ذات أثر تاريخي ضخم.

ماذا أقرأ؟

وردًّا على سؤال يقول: ماذا أقرأ؟ هل هنالك كتب جيدة وكتب رديئة أم أن الكتب كلها تحمل تجربة؟، قال الشيخ سلمان: هناك كلمة للعقاد يقول فيها: "إن الناس يقولون اقرأ الكتاب الذي تنتفع به، ولكن أنا أقول انتفع بالكتاب الذي تقرأه"، وهذه كلمة سليمة، فالمهم هو المتلقي، فإذا كان لدى المتلقي قدرة على الاختيار والانتقاء والفهم فإنه سوف يستفيد فائدة كبيرة مما يقرأ.

وأضاف فضيلته أنه لابد أن يكون لدى الإنسان القدرة على الفرز والفحص، فعندما يكون عند الإنسان كم كبير من الكتب، لابد أن تكون لديه المقدرة على التعامل معها، لأنه قد يكون الكتاب نقيض الكتاب الآخر، وربما تقرأ في كتاب معلومة وتظن أنك حصلت على شيء ثم تقرأ في كتاب آخر ما ينقض هذه المعلومة فتبقى في حيرة أحيانًا.

تلقين..ويقين

وضرب فضيلته مثالًا لذلك قائلًا: يُروى أن أحد المهتمين بالكتب أو مدمني جمع الكتب دخلت عليه امرأة فوجدته بين أكوام الكتب، فقالت له: كل هذه الكتب قرأتها؟ قال: نعم؛ ولذلك قال أصبحت لا أفهم شيئًا. قالت: إذًا ما الفائدة من هذه الكتب مادام أنك لم تفهم منها شيئًا؟ قال: قرأت في بعضها شيئًا ثم قرأت في بعضها الآخر ما ينقضه، لكنني تعلمت من هذه الكتب كلها كيف أفكر بشكل صحيح.

وأكد الدكتور العودة على أهمية أن لا يعتمد الإنسان على التلقين، وإنما على اليقين، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين التلقين واليقين، حيث يجب ألا يصبح الإنسان كلما قرأ كتابًا وقع أسيرًا لهذا الكتاب، لأن بعض المؤلفين عنده قوة شخصية.

أصناف الكتب

وفيما يتعلق بالجيد والرديء من الكتب، قال الشيخ سلمان: إن بعض الناس كانوا يشبّهون الكتب بـ:

1 ـ الأشخاص: وهذا تشبيه رائع، لأن الكتب من نتاج الأشخاص، وبالتالي فمن الكتب: كتاب جميل، وآخر رائع، وثالث طيب، كما أن من الكتب ما يكون ثقيلًا مثل ثقل دم صاحبه أحيانًا، ومن الكتب ما يكون جادًا، ومنها ما يكون هازلًا مضحكًا، وهكذا فالكتب كالناس.

2 ـ المرأة: ومن ذلك أن أحدًا من الغربيين يقول: إن "الكتاب كالمرأة الجميلة غير مخلصة، والمخلصة غير جميلة"، معربًا عن تحفظ فضيلته على هذا المعنى، لأن هذه القسمة ثنائية، ليست صحيحة، بل إن قمة الجمال هو الإخلاص وقمة الإخلاص هو الجمال، فلا يمكن أن نوجد بينهما فرقًا.

3 ـ الأطعمة: وهذا تشبيه معقول، لأن بعض الأطعمة لذيذ، وبعضها ثقيل عَسِر الهضم، كما أن بعض الأطعمة ربما يكون مفيدًا ولكنه غير مقبول في النفس، في حين أن بعض الأطعمة خفيف مثل الحلاوة التي يأكلها الإنسان فقط للاستمتاع والتلذذ دون أن ينظر في مردودها على صحته وعافيته، وهكذا الكتب؛ منها الكتب الجادة والكتب الهازلة، والحار والبارد، مشيرًا إلى أن بعض الكتب مثل الخبز تلتهمه حارًا، وبعض الكتب لا يمكن يكون نفسه طويلًا.

الكتب..والأطعمة

ولفت فضيلته إلى أن الكتب مثل الأطعمة من جهة الوقت، حيث تجد أن بعض الأطعمة تصلح للصيف وللشتاء والليل والنهار، وبعضها تصلح لموسم دون آخر، وبعضها نفسه قصير يفسد بسرعة، وبعضها نفسه طويل، مشيرًا إلى أن فكرة الكتب ينبغي أن تؤخذ بشموليتها، وأن يعطى كل نوع من الكتب نظرة إليه، فلا تجعل معيارًا للكتب كلها.

وتابع أن بعض الناس قد يقولون بأن هذا الكتاب غير مفيد، ولكنه ممتع، ولكن المتعة مطلب في القراءة، كذلك فإن بعض الكتب غير ممتع لكنه مفيد ولكن الإنسان ربما يتجشم قراءته من أجل الحصول على الفائدة الموجودة فيه.

ما هو الكتاب الجيد؟

وذكر الدكتور العودة أن البعض يتساءل: ما هو الكتاب الجيد؟، مشيرًا إلى أن البعض يرى أنه الكتاب الذي تعتقد أنك تستطيع أن تصنع مثله، وبعضهم يقول: هو الكتاب الذي لا تستطيع أن تنساه، مثل الصديق الجميل من الصعب نسيانه، وبعضهم يقول: إنه الكتاب الذي في آخر صفحة منه تشعر بالحرقة أنك انتهيت من الكتاب وتود أن لو طال أكثر مما هو.

اقتناء الكتب

وفيما يتعلق بأن كثيرًا من الناس يحرصون على اقتناء الكتب دون قراءتها، قال الشيخ سلمان: إن الاقتناء جيد، فشراء الكتب هو دعم لحركة الكتاب، وتوريث لنوع من العلم النافع للأبناء، كذلك فإن الكتاب فيه تحدٍّ، ذكره أحد أكثر المثقفين، يقول: أتحدى أن تفتح كتابًا يستحق القراءة دون أن تستفيد منه، مؤكدًا أن الإنسان قد يحتاج في يوم من الأيام إلى معرفة مسألة ما، فيرجع إلى مكتبته فيجد جوابًا لها، أو أنه يعرف أن هناك كتابًا يمكن أن يجيبه على مسألته.

وأضاف فضيلته: كذلك فإنك قد ترجع إلى الكتاب وتتصفحه، أو تقرأ مقدمته، كذلك فإن أضعف الإيمان أن تعرف اسم الكتاب، واسم المؤلف، وأن هناك كتابًا مطبوعًا في الشأن الفلاني، وهذا نوع من المعرفة، لافتًا إلى أن بعض الناس ربما تكون معرفته كلها هي عبارة عن فهرسة، فهو يعرف المطبوع ويعرف المخطوط ويعرف المؤلفات والشروح والمختصرات وغيرها من الكتب.

وأوضح الدكتور العودة أن المسلمين كانوا يكتبون عن مشكلة جمع الكتب دون الاستفادة بها، فهناك من يقول:

لَيسَ بِعِلمٍ ما حَوى القِمَطرُ ما العِلمُ إِلا ما حَوَاهُ الصَّدرُ

وآخر يقول:

عليك بالفهم دون الجمع للكتب فإن للكتب آفاتٍ تفرقها

الماء يغرقها والنار تحرقها والفار يخرقها واللص يسرقها

أي أن الكتاب هذا ممكن أن يضيع إذا كانت معلوماتك كلها هي الكتاب، لكن أن تنتفع من الكتاب وتقرأه وتستفيد منه، فهذا شيء جميل.

احتياج..وعوَز

وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن الكثير من القصص تتحدث عن الاحتياج أو العوز الذي يأتي بالمثقف إلى أن يبيع مكتبته، قال الشيخ سلمان: هذا شيء مؤلم.. يعني مؤلم، فالكتب مثل الأولاد، مشيرًا إلى أن هذا الكتاب أو هذه المكتبة قد تكون قد رافقتك على مدى عشرات السنين، وعلى ذلك فإن كونها تُحرق أو تضيع فقد يكون له أثر سلبي كبير على نفسية الإنسان.

وضرب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: إن الشيخ حمد الجاسر عندما أُحرقت مكتبته أو ضاعت، قال: إنها أشد عليه ألمًا من وفاة أحد أبنائه !، مشيرًا إلى أنه قد يكون هناك علاقة عاطفية مع الكتاب، ولذلك فإن كون الإنسان يضطر إلى أن يتخلص منها أو يبيعها فهذا شيء مؤسف، وكما يقول الشاعر:

أَنِسْتُ بها عشرين حولًا وبعتها لقد طال وجدي بعدها وحنيني

وما كان ظني أنني سأبيعها ولو خلدتني في السجون ديوني

ولكن لضعف وافتقار وصبية صغار عليهم تستهل شجوني

فقلت وقد سالت مدامع عبرة مقالة مكوي الفؤاد حزين

وقد تخرج الحاجات يا أم مالك كرائم من رب بهن ضنين

خلل اجتماعي

وذكر الدكتور العودة أنه من الجميل أنه إذا كان عند الإنسان كتاب مكرر ولا يحتاجه، فإنه يمكن أن يعطيه لمكتبات في العالم الإسلامي في اليمن أو في إفريقيا أو في أي مكان في العالم لينتفع الناس به، كذلك الأمر بالنسبة للكتب التي لم يعد يستفيد منها بحال من الأحوال، وقد لا يكون وجودها عنده له معنى، حيث يمكنه أن يعطيها أحدًا ينتفع بها أو يستفيد منها، لكن كونه بالعوز يضطر إلى بيع الكتب، فهذا يعبر عن خلل اجتماعي، كما أن هذه مشكلة مجتمع.

وأردف فضيلته أنه في الغالب أن الأدباء يشتكون الفقر، وأن ذلك قد يكون بسبب أن أيديهم مخروقة، لأنهم لا يهتمون بالحفاظ على المال ؛ ولذلك المال تضعه في يده ثم يذهب بسرعة، ويظل دائمًا وأبدًا مثل الأرض العطشى تشرب وتقول هل من مزيد؟، وقد يكون ذلك بسبب غفلة الناس عنهم وأن حرفة الأدب ربما لا تشبع خبزًا.

تقديم الكتب؟!!

وفيما يتعلق بأن البعض قد يلجأ إلى بعض الكُتَّاب الكبار فيكتب له مقدمة أو تقريرًا عن الكتاب، إما بسبب عدم ثقة أو تعزيز جماهير، قال الشيخ سلمان: إنني لا أميل أبدًا إلى مسألة المقدمات والتقارير من الآخرين، مشيرًا إلى أن فضيلته تأتيه كمية كبيرة من الكتب كل شهر، حيث يمكن أن يقرأ الإنسان هذه الكتب ويطلع عليها على عجل ويقدّم بعض الملاحظات أو التصويبات لصاحبها وقد يقدم نصيحة بطباعة الكتاب أو عدم طباعته دون أن تكون البصمة أو الاسم موجودًا، لأن الكتاب الجيد أعتقد أنه يُقدّم نفسه.

وأضاف فضيلته: لكن أحيانًا يكون هناك سبب أو مسوغ لهذا الأمر، وذلك إذا كان مضمون الكتاب مثيرًا للجدل، والمقصود هو أن يحدث أثرًا في المجتمع، وفي هذه الحالة فإنه لا بأس من أن يُعزز الإنسان بشخصيات أخرى، بحيث يساعدونه في حمل هذه التبعة أو المسئولية.

"هذا رسول الله"

وضرب فضيلته مثالًا لذلك بكتاب "هذا رسول الله"، والذي من المقرر أن يتم عرضه في معرض الكتاب هذا العام، لافتًا إلى أن فكرته سهلة ، وهي قراءة كتب السنة واستخراج الأحاديث النبوية القولية والفعلية الصحيحة التي تعرض شخصية النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بشكل بعيد عن أي إشكالات، يقرأه المسلم وغير المسلم ويجد فيه صورة مثالية جمالية صادقة للعقائد والأخلاق والتشريعات وشخص النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقواله وأعماله، إلى غير ذلك.

وأوضح الدكتور العودة أن هذا الكتاب أعده الشيخ عبد الوهاب الطريري وفريق معه خلال ثلاث سنوات، حيث استطعنا أن نجمع عليه حوالي ثلاثين، بل أكثر من علماء المسلمين من الشخصيات الإسلامية العالمية، وكتبنا أسماءهم وتقريراتهم؛ وذلك بهدف أن نقول للمسلمين في كل مكان: إن هذا الكتاب ينبغي أن يكون مرجعية إسلامية، وإنه ليس منتميًا إلى مدرسة خاصة في جزيرة العرب أو في مصر أو في المغرب، ولا منتميًا إلى شخص أو مذهب؛ وإنما هو كتاب نبوي مثلما القرآن -ولله الحمد والمنة- مرجع لكل المسلمين بلا استثناء، حيث نريد أن يكون هذا القدر من السنة النبوية هو القدر الذي يجتمع عليه المسلمون.

وتابع فضيلته: لقد أخذنا تقارير من عدة شخصيات إسلامية، منها: الشيخ صالح بن حميد، والشيخ عبد الله بن منيع، والشيخ صالح آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية، ومجموعة من المشايخ من مصر والمغرب وأمريكا وأوروبا ومن كل مكان، حيث نأمل أن يتم ترجمته إلى لغات العالم الحيّة، بحيث من أراد أن يعرف الإسلام بعيدًا عن القيل والقال والخلافات يستطيع أن يستفيد من هذا الكتاب.

شكرًا أيها الأعداء؟!!

وردًّا على سؤال يقول: فضيلتكم لكم الكثير من المؤلفات، ولكن ما هو الكتاب الذي تشعر أنه كتابك المفضل أو أحب كتبك إلى قلبك، قال الشيخ سلمان: إن الكتب مثل الأولاد، من الصعب أن تفضل بعضهم على بعض، مشيرًا إلى أنه عندما سئل شخص عن أولاده، وأيهم أفضل، قال: الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى.

وأضاف فضيلته أن أحب كتبي إليَّ هو الصغير، وأعتبر أن الصغير من الكتب هو أحدثها حديث الولادة، وهو كتاب "شكرًا أيها الأعداء"، وذلك لأنه موضوع واحد، كما أنه أحدث كتاب طبيعي، حيث من المقرر أن يتم عرضه في معرض الكتاب هذا العالم.

الأكثر مبيعًا

وأردف الدكتور العودة: إننا العام الماضي أنزلنا في المعرض كتاب "مع الله" وكتاب "بناتي"، وفي وقتها كنت أعتبرهما أفضل الكتب عندي لأنهما حديثان، مشيرًا إلى أنه، وبشكل تلقائي، عندما يخرج كتاب يكون عنده إحساس داخلي عاطفي يتعاطى مع هذا الكتاب، وهل يتقبله الناس أو لا يتقبلونه؟ ثم بعد فترة يكتشف أنه كتاب جيد وأخذ نصيبه بين هذه الرفوف ثم انتهى الأمر، فلا تتخيل أنك تصنع قمرًا سيارًا أو أن هذا يقلب نظام الثقافة عند الناس أو سيحدث جلبة.

وتابع فضيلته أنهم في الغرب يعتنون بالكتب ومعارض الكتب، حيث يعرضون كثيرًا من الكتب المترجمة عندنا، والتي عندما تقرأها تجد فيها مجهودًا ضخمًا نحتقر أنفسنا عند هذا المجهود، كذلك يوضحون الكتب الأكثر مبيعًا، بحيث تساعد الإنسان على الاختيار، كما أنها يمكن أن تبين للمؤلف أن كتابه نجح أو لم ينجح، وهذا غير موجود في العالم العربي.

إبرة منشطة

وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن معرض الكتاب هو ظاهرة عالمية، ولكن في عالمنا العربي هو ظاهرة مؤقتة بدون إحصاءات، قال الشيخ سلمان: إن معارض الكتب هي عبارة عن إبرة منشطة، مشيرًا إلى أن فضيلته قبل فترة كان في لندن ومرَّ على المكتبات العربية، حيث لاحظ أنها تلفظ أنفاسها، فبعضها أُغلق وبعضها أصبح يمارس دورًا ثانويًا من عقود أنكحة، وبيع مساويك وعطور وأشياء من هذا القبيل، مما يوحي بأن الكتاب العربي في عاصمة من عواصم الثقافة لم يعد له حضور يُذكر.

وأضاف فضيلته أن الأمر ليس مرتبطًا بالإنترنت والفضائيات، ولكن هناك مشكلة ثقافية عند المتلقي العربي، حيث هناك استء للقارئ من خلال الطرْق على جوانب الإثارة الغريزية البحتة.

مشكلة الطباعة

وأردف الدكتور العودة: إننا على المستوى العربي نواجه مشكلة أخرى؛ تتمثل في "طباعة الكتب"، فالإنسان الذي عنده كتاب يتحيّر في طباعته، لافتًا إلى أن هذا الكتاب قد يكون كتابًا أكاديميًا، أو رسالة علمية (ماجستير أو دكتوراه)، أو بحث أعدّه واجتهد فيه، فإنه ربما لا يجد من يطبعه، أو أن الذين يطبعونه يطبعونه على حسابه، أو أنه إذا طبعه لم يجد من يوزعه، وستجد أن النسخ قليلة من ألفين إلى ثلاثة آلاف نسخة بالكثير، وربما يذهب جزء كبير منها إهداءات.

وتابع فضيلته: إنه بالتأكيد هناك أزمة فيما يتعلق بالكتاب في عالمنا العربي، وذلك باستثناء كتب خاصة أو مؤلفين خاصين يتم التوجه إليهم والتركيز عليهم، ولكن فكرة أن هذا كتاب مفيد نستهدف توزيعه ونشره بين الناس هذه لا تكاد تجدها الآن، فتأتي معارض الكتب التي سمعنا من وزير الإعلام أنها ستكون موجودة في الرياض، أو في جدة، أو في أكثر من مكان في المملكة، وهي أيضًا موجودة في الخليج وفي مصر وفي الجزائر أيضًا وفي عدد من البلدان، والتي أعتقد أنها ظاهرة إيجابية.

ظاهرة المختصرات

وفيما يتعلق بظاهرة المختصرات، وأن الكثير من الكتاب تؤلَّف ككتاب ثم تختصر الاختصار الأول ثم أحيانًا يُهذب الاختصار، قال الشيخ سلمان: وهذا المختصر يتم نظمه ثم يأتي آخر ويشرح هذا النظم، وهكذا تصبح عملية تدوير، ولكن في كثير من الأحيان يكون فيها تشويه، لافتًا إلى أنه من أكثر من نقد هذا المنهج الإمام ابن خلدون في مقدمته، كما أن بعضهم شبّه عملية الاختصار بتقطيع أطراف الإنسان، باعتبار أنه يتم الاستغناء عنها أو عن بعضها.

وأضاف فضيلته أن ظاهرة المختصرات هي من الظواهر التي ينبغي أن تصحَّح، خاصة لدى المتعلمين، فإذا كان الشخص يريد أن يقرأ في الفقه أو العقيدة أو التاريخ تجده يقرأ مختصرًا، وربما يحفظ هذا المختصر ثم ينشغل بعباراته وألفاظه ثم يقضي بقية عمره في المحافظة على هذا الذي حفظه حتى لا ينساه.

خلل ذوقي

وأوضح الدكتور العودة أن هذا في كثير من الأحيان يُخلّ بالجانب الذوقي؛ لأن المختصرات لا يكون فيها لغة راقية وسليمة، كما أنها يكون فيها نوع من محاولة تكثيف المادة في اللفظ المختصر، فضلًا عن أن هذه المختصرات في كثير من الأحيان تُشعر الإنسان بأنه وصل حتى قبل أن يمشي خطواته الأولى، فبمجرد أن يحفظ متنًا، تجده يبحث حول هذا المتن ويتكلم وكأنه قد جمع العلم كله.

وتابع فضيلته: ولذلك فإن المتقدمين كالجاحظ وابن قتيبة وغيرهم كانوا ينتقدون عملية الاختصار، ويرون أن الأصل هو أن يقرأ الإنسان الكتاب، مشيرًا إلى أن قراءة كتاب بكامله أفضل بكثير وأكثر حتى متعة من قراءة المختصر، اللهم إلا أنه قد تفيد المختصرات أحيانًا، وذلك إذا كان الكتاب الأصل فيه تطويل لا لزوم له، أو كان الكتاب الأصل فُقِد تاريخيًا ويبقى المختصر هو الذي يدل على المعلومات الموجودة فيه فيكون عوضًا عنها.

نصيحة لطلبة العلم

ووجه الشيخ سلمان نصيحة لطلبة العلم، خاصة طلبة العلم الشرعي، ألا يعولوا على المختصرات، وألا تكون هي دأبهم وديدنهم، لافتًا إلى أنها تشعر الإنسان بأنه حصّل العلم، وهو لم يُحصّل، وتحُول بين الإنسان وبين المعرفة.

وتساءل فضيلته: ما الذي يمنع طالب العلم الشرعي أن يقرأ بتوسع كتاب "المغني"، أو يقرأ كتاب "المحلى" لابن حزم، أو يقرأ "التمهيد" لابن عبد البر، أو يقرأ "فتح الباري "، ويقرأ مهما كان الأمر يعطي نفسًا ويمد لنفسه في هذا.

تجديد الصلة بالكتاب

وفي مداخلة له مع البرنامج، قال الدكتور فهد العليان ـ مدير مشروع تجديد الصلة بالكتاب في مكتبة الملك عبد العزيز العامة ـ: إن مشروع تجديد الصلة بالكتاب هو أحد مشروعات مكتبة الملك عبد العزيز العامة، حيث تم طرحه بتوجيه سامٍ، وأصبحت مكتبة الملك عبد العزيز العامة أمانته العامة، كما أنه يجد دعمًا مباشرًا وكبيرًا من معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن المعمر، المشرف العام على المكتبة.

وأضاف العليان أن المشروعات أو البرامج في هذا المشروع كثيرة ، ولكن أريد تسليط الضوء على أحدها، وهو ما يتعلق بمشروع أو برنامج "القراءة في المطارات"، والذي أطلق العمل التجريبي فيه قبل فترة في مطار الملك خالد الدولي وإتاحة الكتاب بين أيدي المسافرين أو المنتظرين لرحلاتهم.

نادي الكتاب

وفيما يتعلق بنادي الكتاب، أوضح الدكتور العليان أن هذه تجربة أُطلقت في المكتبة بفضل الله -عز وجل- من فترة لا بأس بها، موجهًا الشكر للأستاذة فاطمة الحسين، وهي المشرفة على هذا البرنامج، مشيرًا إلى أن فكرته تقوم على أن يشترك الأب أو الأم مع الابن أو البنت بمبلغ ثلاثمائة ريال ويصل نهاية كل شهر كتابان لهذا الطفل، وفي نهاية العام سيكون هناك أربعة وعشرون كتابًا للطفل.

وتابع أن هناك إقبالًا على هذا المشروع، لكنه ليس الإقبال المقصود، فنحن ما زلنا ننتظر أن يكون هناك وعي لدى الآباء والأمهات بأهمية الكتاب واقتنائه والاشتراك في هذا النادي.

قصور إعلامي

وفيما يتعلق بأن البعض يرى أن هناك قصورًا إعلاميًّا في الترويج لهذه التجربة الرائعة الرائدة، قال العليان: إنه ربما يكون هناك تقصير من الإعلام، لكن كانت هناك بعض الكتابات والإعلانات، لكن ما زلنا ننادي الآباء والأمهات بأن يتفاعلوا ويكون لديهم القناعة التامة بأن ثقافة أبنائهم هي مهمة بدلًا من أن يذهبوا إلى مدارسهم للسؤال عن الابن وكم درجته، ولكن يمكن القول بأنه من منطلق متخصص دعهم يقرؤون وسيصبحوا متميزين.

وأضاف أنه سيطلق قريبًا -إن شاء الله تعالى- نادي الكتاب للكبار بمبلغ أربعمائة ريال، حيث وجدنا أن هناك الكثير من المشاغل لدى الكبار في الوصول إلى الكتاب، وسيُطرح قريبًا -إن شاء الله- ولْيشترك أي أحد ممن يسمعني الآن وسيصله كتابان نهاية كل شهر.

صدًى كبير

وتعقيبًا على هذه المداخلة، قال الشيخ سلمان: إن تجاربهم مع القراءة رأيت لها صدًى كبيرًا في الإنترنت، بل على ضوئها جاءتني دعوات من الإمارات ومن عدد من الدول لعرض تجربة مع القراءة، فأعتقد أن الحراك خير وبركة، مشيرًا إلى أن فكرة القراءة في المطار فكرة جميلة، كذلك "نادي الطفل" فكرة تستحق الإشادة، لافتًا إلى إمكانية أن يكون هناك تليفون يمكن للناس أن يشتركوا من خلاله دون الحاجة إلى الحضور، حيث يمكن أن يرسلوا المبلغ إلكترونيًا ويتم تحديد العنوان ثم الاشتراك بشكل منتظم، وهذا شيء ضروري.

كتاب جديد؟!!

وأردف فضيلته: خرجت بالأمس مع مجموعة من أبنائي وكنت أراقب الحديث، فوجدت أن 60% من الحديث كان عن السيارات، وما السيارات الجديدة، والمواقع الإلكترونية المتخصصة بالسيارات، وأسماء السيارات الجديدة، وقيمها، وميزاتها، وتجارب السيارات في الولايات المتحدة وفي بريطانيا، وحتى برامج تلفزيونية عن السيارات، كذلك أحيانًا تجد الحديث عن الأندية الرياضية وما يتعلق بها، وأحيانًا يكون الحديث عن الممثلين والممثلات، والأفلام والمسلسلات.

وتساءل فضيلته: ونحن نعيش أجواء معرض الكتاب، هل يوجد عند بناتنا وأبنائنا قدر من الحديث عن الكتاب الجديد؟ عن معرض الكتاب؟ عن الكتب التي نزلت حديثًا؟ معربًا عن أمنيته في أن يطوَّر مشروع نادي الكتاب للصغار وكذلك للكبار في مراكز الأحياء الآن، بحيث يكون في كل مركز حي، سواء مكتبة الملك عبد العزيز أو أن يكون هناك مكتبة يمكن أن تنظم عملية إعارة الكتب من خلال وجود تأمين للكتاب وإعارته لمن يحتاجه.

الندم مرفوض

وردًّا على سؤال يقول: ما الكتاب الذي قرأه سلمان العودة وندم أنه قرأه؟، قال الشيخ سلمان: لا أعتقد أني أندم على قراءة كتاب، لأنه حتى لو أن الكتاب لم يكن جيدًا، فإني في هذه الحالة أُسرُّ بأنني عرفت هذا الكتاب تمامًا مثل إنسان ربما تعاملت معه واكتشفت أن تعامله ليس كما ينبغي، فأنت تقول: هذه التجربة ليست فاشلة، إنها علمتني أن لا أقع في هذا الخطأ مرة أخرى.

كتاب رسخ في الذهن

وردًّا على سؤال يقول: ما الكتاب الذي ما زال راسخًا في ذهن سلمان العودة؟، قال الشيخ سلمان: هناك الكثير من الكتب، فهناك كتب كثيرة أنا مدين لها، بل إنه يمكن القول بأن الإنسان الذي يشعر بنقص في موهبته عليه أن يُعوّض ذلك من خلال القراءة في الكتب وألا يستصغر الإنسان أو يحتقر كتابًا قد يجد فيه فائدة كبيرة.

وأضاف فضيلته: هناك كتب -مثلًا- قرأناها في الطفولة وتناسب مراحلنا، ربما كنا ننظر لهذه الكتب على أنها شيء عظيم، وإذا كبر الإنسان وأعاد قراءة الكتاب ربما لا يجد الكتاب مثلما كان يتوقع، لكنه كان في وقته كتابًا جميلًا ومفيدًا.

فائدة قراءة الكتب

وتعقيبًا على مداخلة من مشاركة تقول: منذ كنت ابنة ثلاث عشرة سنة وأنا أقرأ الروايات، وأحسست أنه ما فيها فائدة، فودي أن أنتقل إلى عالم الكتب. فعلًا ما فيه فائدة من قراءة الكتب؟، قال الشيخ سلمان: تكون فيها فائدة إذا انتُقيت، مشيرًا إلى أن الروايات عبارة عن "سواليف"، فبعض الروايات فيها معلومات ضخمة ، خاصة إذا كانت معدّة بعناية، فقد يكون فيها معلومات هي عبارة عن موسوعة فيها غوص على أعماق النفس الإنسانية، وقد تكون فيها جوانب تاريخية.

وأضاف فضيلته: هناك كتاب اسمه "وا إسلاماه" لعلي أحمد باكثير، وهو عبارة عن رواية قرأتها وأنا في أولى متوسط، وكنت حتى أيام الاختبارات أقرأ هذه الرواية، وهي رواية تاريخية عن الصليبيين والمماليك، وهي رواية تاريخية جميلة ورائعة، ربما هي من أول ما قرأت.

خير صديق

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول: إن خير صديق في هذا الزمان هو التقنيات، قال الشيخ سلمان: هذا شوقي يقول:

أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا لَم أَجِد لي وافِيًا إِلّا الكِتابا

صاحِبٌ إِن عِبتَهُ أَو لَم تَعِب لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا

كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا

وأضاف فضيلته أنهم يقولون: إن "خير صديق كتاب"، أي أن هذا الكتاب لا يخونك ولا يغدر، وإن أقبلت عليه أقبل، وإن أعرضت عنه وتركته لا يغضب، فهذه ميزة، كما أن الكتاب الجيد مثل الصديق الوفي لا يمكن أن تنساه، حيث لابد أن تتذكر أنك قرأته وتنتفع به، بل يضع بصمة على شخصيتك.

الكتاب..والتقنية

وأوضح الدكتور العودة أن من يقول: إن "خير صديق هو التقنية"، يقصد أن الناس الآن كأنهم تركوا الكتاب وانتقلوا إلى التقنية، مشيرًا إلى أنه ليس ثمّ تعارض؛ فالكتاب موجود خلال التقنية، ففي الإنترنت يوجد الكتاب وفي الفضاء يوجد الكتاب، فضلًا عن أن التقنية هي التي ساهمت في طبع الكتاب وترويجه، كما أن الكتاب نفسه يمكن أن يُحول إلى تقنية من خلال الوسائط.

وتابع فضيلته: يوجد في الغرب الآن تقنية جديدة، وهي أن يقوم المؤلف بقراءة كتابه وتوزيعه، بحيث من أراد أن يسمعه أن يسمعه، ومن أراد أن يقرأه أن يقرأه، ومن أراد أن يشاهده أيضًا فإنه يشاهده، وهذا يؤكد أنه لا يوجد تعارض بين هذه الأشياء كلها، وأنه يجب علينا أن نعزز قيمة الكتاب حتى مع وجود التقنية.

كتابي..وشخصيتي

وتعقيبًا على مداخلة من مشارك يقول: إن لي صديقًا حبَّبني في الكتاب، وهو الذي أدخلني عالم الكتب، لأنه اختار لي الكتاب الذي يناسب شخصيتي، قال الشيخ سلمان: هذا شيء جميل، لأن الناس أذواقهم تختلف، كذلك فإن "التحبيب"، شيء مهم ، فكون الأولاد يرون الأب معه كتاب فهذا بحد ذاته له رسالة، زدْ على ذلك أن الكتب في البيت لا ينبغي أن تكون مرفوعة في علو حتى لا يفسدها الصغار، ولكن ينبغي أن تكون في متناولهم، لأن المقصود أن يتعلموا كيف يحصلون على الكتاب وكيف يحبون هذا الكتاب.

وأضاف فضيلته أنه حتى لو حصل بعض الخلل فليس ثمة مشكلة، حيث يمكن أن تعاد صياغة الكتاب وتأهيله من جديد.

أبنائي..والصلاة

وردًّا على سؤال من مشاركة تقول: كيف تنمي في أبنائها القيام ذاتيًا للصلاة؟، قال الشيخ سلمان: إن التنمية هي وقت الوعي، فهم ينبغي أن يروا في سلوكها -وهي كذلك بحمد الله- المحافَظةَ على الصلاة، وأن تُسمعهم كلمات عن فضل الصلاة والاعتياد عليها، والأجر على أداء الصلوات، وأثر الصلاة في صياغة شخصية الإنسان وفي ضبط الوقت، بحيث يتسلل هذا إلى أذهانهم في أوقات مختلفة، وليس فقط عند الحاجة إلى إيقاظهم للصلاة.

وأضاف فضيلته أنهم إذا كانوا نائمين فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر أن القلم مرفوع عن النائم حتى يستيقظ، ولذلك ينبغي إيقاظهم للصلاة وتشجيعهم على أن يناموا مبكرين، حتى يستطيعوا أن يقوموا أيضًا.

كيف أعزز ثقتي بابني؟

وردًّا على سؤال من مشاركة تقول: كيف أعزز ثقتي بابني؟، قال الشيخ سلمان: تعزيز الثقة بالابن لها مظاهر كثيرة، منها: الثناء عليه، والإشادة، والتشجيع، والدعم، وتغذية الجانب العاطفي، والاحتضان والحب، والكلام والمصارحة، وذكر اسم هذا الابن، والثقة بالكلام الذي يقوله، وألا يشعر بأنه دائمًا محل رقابة أو محل شك أو محل تجسس أو تلصص من الأهل، أو كثرة التأنيب والتوبيخ والتقريع للابن، حتى حينما يخطئ ينبغي أن يُعلّم بطريقة علمية، وأن يُخاطب عقله بالإقناع قبل أن يتم استخدام أساليب مثل القسوة أو الضرب للأبناء.

خروج المعتدة؟!!

وردًّا على سؤال من مشاركة تقول: إن أمي معتدة ولها بيت في البر، هل يمكن أن تخرج إليه؟، قال الشيخ سلمان: من توفي عنها زوجها فإنها تعتد أربعة أشهر وعشرًا، كما ذكر الله تعالى في كتابه: (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا)(البقرة: من الآية234).

وأضاف فضيلته أن التربص معناه، أنها لا تتعرض للخُطّاب ولا تتزيّن لهم، ولا تخرج إلا لحاجة، فإذا كان هناك حاجة للخروج مثل خروج للمحكمة أو للمدرسة أو للوظيفة أو للمستشفى أو لما أشبه ذلك من المصالح، خاصة في النهار، فإن ذلك لا بأس به، أما ما سوى ذلك فلا أرى أن تخرج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلمان العودة: الرقابة السلطوية على الكتب لم تعد مجدية في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عقلي المؤمن الكاتب: فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة
» د. سلمان العودة: العجلة جزء من كينونة الإنسان والسرعة معنى إيجابي في الأصل
» العودة: فتوى تحريم «فيس بوك» خطأ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الساحة الحضرمية :: الدين والحياه :: ساحة إسلاميات-
انتقل الى: