مكة عاصمة العالم
بقلم/ دكتور/عايض القرني
الجمعة 19 مارس - آذار 2010 07:33 م
* «لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ»
* ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
* بواد وحولي إذخر وجليلُ
* وهل أردن يوما مياه مجنة
* وهل تبدون لي شامة وطفيلُ
* قال الراوي: قد أظهرت لنا يقين الحديث وشكّهْ، فحدثنا عن مكّة، قلنا: مكة هي المهبط والمسقط والمربط والأوسط، فهي مهبط القرآن، ومسقط ميلاد سيد ولد عدنان، ومربط خيول أهل الإيمان، وأوسط البلدان.
مكة قلب المعمورة، على الحسن مقصورة، وفي حجال المجد مستورة، أذن بها الخليل، وسُحق بها أصحاب الفيل، بالطير الأبابيل، اختارها علام الغيوب، فهي مهوى القلوب، وملتقى الدروب، وقبلة الشعوب، هي أرض ميلاد الرسالة والرسول، كان لجبريل بها صعود ونزول، منها ارتفع الإعلان والأذان والقرآن والبيان، أذّن منها بلال بن رباح، وسُلت فيها السيوف، وامتشقت الرماح، وأُعلن فيها التوحيد، وهو حق الله على العبيد، وهي أول أرض استقبلت الإسلام، وحطمت الأصنام.
بها بيت الملك الأجل، والكعبة التي طاف بها الرسل، سوادها من سواد المقل، وهي أرض السلام، وقبلة الأنام، يفد إليها المحبون، على رواحلهم يخبون. ويتجه إليها المصلون، ويقصدها المهلّون، فهي قبلة القلوب، وأمنية الشعوب، وراحة الأرواح ومنطلق الإصلاح، على ثراها نزلت الهداية، ومن رباها كانت البداية، على رمالها مزقت الطغاة، وعلى ترابها سحقت البغاة، ومن جبالها هبت نسائم الحرية، ومن وهادها كان فجر الإنسانية.
* تمنيت الحجاز أعيش فيها
* فأعطى الله قلبي ما تمنى
* سقى الله الحجاز وساكنيها
* وأمطر كل رابية ومغنى على بساط مكة ولد العرفان، وأكرم الضيفان، ومن مغانيها رضع الشجعان، وفي بطحائها هاشم وابن جدعان..
* لا ينكتون الأرض عند سؤالهم
* لتطلب الأعذار بالعيدانِ
* بل يشرقون وجوههم فترى لها
* عند السؤال كأحسن الألوانِ
* وإذا الغريب أقام وسط رحالهم
* ردّوه رب صواهل وقيانِ
* وإذا دعا الداعي ليوم كريهة
* سدوا شعاع الشمس بالفرسان