المصدر: عن بحث السيد جعفر بن محمد السقاف - أبو كاظم - مكتب توثيق التراث سيؤون / حضرموت
في بخارى ذات السكان الـ70 ألف ومعظمهم مسلمين توجد مدرسة عربية أنشأها الأمير الشيخ :
( سيد عبدالله الحضرمي ) ولم نسبه وقد اعتزل الإمارة وأثر التصوف وساح في تلك الربوع كما اتصل بـ ( خوجه عبدالله أحرار ) في القرن التاسع الهجري وأنشأ هذه المدرسة 909هـ 1503م واتصل بالصوفية في تركستان وأخذ عنهم الطريقة النقشبندية وأوصاه شيخه عبدالله أحرار أن يستقرفي بخارى وتوفي السيد الحضرمي قبل أن يكتمل البناء فاوعى شيخه عبدالله أحرار أن تنسبا لمدرسة إليه هكذا ذكر في شمس الظهيرة وبرجوعنا إلى مجلة ( المسلمون ) الصادرة من طشقند الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى ، وكازاخستان العدد رقم 2/3 – 3/1389= مايو / 1969م والتي نقلنا منها صورة المدرسة برفقه يعطينا تفاصيل أكثر أنه في أوائل القرن السادس عشر وصلت تعاليم الطريقة النقشبندية إلى أقصى حدود جنوب الجزيرة العربية ( حضرموت ) وششغف الأمير عبدالله بهذه الطريقة الصوفية ووجد في تعاليمها لذة وحلاوة وفضل الصوفية على الإمارة ، وذلك بعد أن أطلع على تعاليم هذه الطريقة ورضي بها واجبها وتوجد نحو ما وراء النهر ساعياً وراء الحق ووصل سمرقند وعمره لم يتجاوز الـ 22 عاماً وأتصل بـ ( خواجه أحرار عبدالله ) أحد خلفاء النقشبندي ثم صار أحد الأساتذة الصوفية وهذه المدرسة ثاني المباني الأثرية في بخارى والتي بها ضريح الإمام البخارى مؤلف الصحيح المتوفي بها عام 256هـ والمدرسة من طابقين وبها أكثر من 100 حجره ، ولعبت هذه المدرسة عبر القرون دوراً كبيراً في إعداد رجال الدين الذين خدموا الإسلام في آسيا الوسطى والدول المجاورة ( إيران ) وافغانستان ، فالمدرسون والطلبة منهمكون في دراسة تفسير القرآن العظيم والسنة مع اختلاف لهجاتهم بل وتعدد لغاتهم وفي الوقت الأخير أصبحت مدرسة ( ميرعوب ) مركزاً علمياً لإعداد رجال الدين الإسلامي لمسلمي ( تاتاريا وباشكيريا وسيبريا ) ويتمشى الطلبة مع التطور العلمي والثقافي والتكنيكي في روسيا.